العريش / سما / قال عارف أبو عكر، شيخ قبيلة العكور في شبه جزيرة سيناء إن 1200 نفق بين حدود مصر وقطاع غزة تعمل بكامل طاقتها. وأضاف أن هناك من يقوم بأعمال إرهابية وتنفيذ الهجمات، ويدخل من الأنفاق ويهرب منها "ولا نستطيع القبض عليه أو تقديمه للعدالة".

وكانت السلطات المصرية أعلنت، خلال المرحلة الانتقالية التي أدارها الجيش، قيامها بغلق الأنفاق مع قطاع غزة، إلا أن مصادر أمنية في سيناء قالت إن العديد من الأنفاق عادت للعمل مع تولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم بداية من يوليو (تموز) الماضي. ونقلت مصادر أمنية أمس عن محافظ شمال سيناء قوله إنه شكا لكبار المسؤولين في القاهرة من مشكلة الأنفاق، إلا أن الرد عليه كان أن "الأنفاق لا تمثل مشكلة".

وتقول السلطات المصرية بما فيها الجيش ومؤسسة الرئاسة إن الأوضاع في سيناء تحت السيطرة، إلا أن عددا من قيادات قبائل سيناء أصبحت ترفع صوتها للمطالبة بوضع حد للانفلات الأمني وغياب سلطة الدولة، حيث دعا مجدي جلبانة، شيخ قبيلة أبو جلبانة كبرى القبائل السيناوية، قيادات الدولة لسرعة استدعاء رجال الأمن الوطني لملاحقة الجنسيات الأجنبية التي قال إنها منتشرة على أرض سيناء.

ومن جانبه أوضح أبو عكر، شيخ قبيلة العكور في تصريحات لصحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية انه يجب إغلاق الأنفاق بين مصر وغزة، مشيرا إلى أن عددها يبلغ حاليا نحو 1200 نفق يعمل كل منها بكامل طاقته. وأضاف: "نحن لا نعترض على نقل الغذاء والدواء لإخواننا في غزة، ولكن هناك من يقوم بأعمال إرهابية، ويدخل من الأنفاق ويهرب منها ولا نستطيع القبض عليه أو تقديمه للعدالة".

ومنذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، تشهد سيناء انفلاتا أمنيا ومواجهات بين قوات الجيش والشرطة من جانب، وعناصر يعتبرون من المتشددين الإسلاميين تضم مصريين وفلسطينيين وجنسيات عربية أخرى. وقام متشددون بقتل 16 من حرس الحدود المصري قرب رفح في أغسطس (آب) الماضي. وتقول إسرائيل إن بعض المتطرفين من جماعات تنشط في غزة (التي تحكمها حركة حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين) وسيناء يعملون على تنفيذ هجمات على إسرائيل انطلاقا من مصر التي يرأسها الرئيس الإخواني مرسي.

وقال أبو عكر إن غالبية من يقومون بالعمليات الإرهابية أو التفجيرات في سيناء جاءوا من المحافظات المصرية الأخرى واستقروا في سيناء بسبب الفراغ الأمني الذي حدث في سيناء بعد الثورة. وأضاف أن أكثرية من يقومون بالعمليات الإجرامية واقتحام الأقسام أو قتل الأبرياء "ليسوا من أبناء سيناء ولكنهم جاءوا من محافظات أخرى واستغلوا الفراغ الأمني الذي حدث في البلاد إبان أحداث الثورة وساعدهم في ذلك الطبيعة الجغرافية الوعرة في سيناء مما سهل وجود مخابئ ومخارج لهم".

وتابع قائلا: "لكن إذا كان هناك خطأ من أحد الأفراد أو عدد صغير من أبناء سيناء فنحن نتصدى له ونحارب كل فكر يحاول العبث بأمننا". وأضاف أن "كل فرد في سيناء يتعاون مع الدولة وأجهزتها من أجل تحقيق الاستقرار والأمن لأن هذا في مصلحة المواطن السيناوي قبل أي أحد آخر". وقال عارف أبو عكر إن "مطالب أهالي سيناء تتمثل في تمليك الأرض، وإشراكهم في التنمية وأن يكون هناك تعامل أمني جيد معهم والإفراج عمن سجنوا ظلما إبان النظام السابق، وأن يكون لهم الحق في التعيين في الوظائف السيادية والجيش والسلك الدبلوماسي.. عندها ستكون مواجهة الجماعات (المتشددة) أسهل"، مشيرا إلى أن "الجماعات المسلحة والجهادية موجودة منذ أيام حبيب العادلي، وزير الداخلية إبان نظام الرئيس السابق حسني مبارك".

وقال إن التجربة السابقة أثبتت أن "الحل الأمني وحدة لن يفيد ولن يقضي على هذه المجموعات.. ما كان يحدث من اتهام لأبناء سيناء وسجنهم بالظلم كما حدث بعد تفجيرات طابا عام 2004 وإلقاء القبض على عشرات المئات دون وجه حق هو أمر فاشل، وتعامل الشرطة الآن أفضل ولكن لا يزال هناك بعض التجاوزات بحق أبناء سيناء". وأضاف أبو عكر أن "الرئيس مرسي زار سيناء ثلاث مرات منذ توليه الحكم.. الرئيس يرغب بالفعل في تنمية سيناء، ولكن هناك جهات ومؤسسات لا تسير في الطريق الصحيح لتنفيذ هذه الرغبة".

وتابع شيخ قبيلة العكور: "حصلنا على كثير من الوعود من كافة السلطات بتحقيق مطالب أبناء سيناء وأولها تحقيق الأمن والتنمية، ولكن شيئا لم يتحقق إلا الوعود". وقال عارف أبو عكر إن "القيادات والسلطات المصرية لا تتذكر المواطن السيناوي وأرض سيناء إلا في المناسبات والاحتفالات أو عندما تقع الحوادث، وبعيدا عن ذلك لا أحد يهتم بسيناء". وتابع: "استبشرنا خيرا عندما جاءت ثورة يناير ولكن لم نر إلى الآن تغييرا حقيقيا