سيناء - مستقبل المصريين

سيناء - مستقبل المصريين

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

نور ونار: سيرة الشهيد خالد مساعد سالم مؤسس تنظيم التوحيد والجهاد في سيناء
منقولة عن دكتور أحمد إبراهيم محمود
مركز الأهرام للدراسات الاسترايجية
بعنوان
كراسات استراتيجية
تفجيرات سيناء وتحولات ظاهرة الإرهاب في مصر
===========================
فالحق ما قاله الأعداء
===========================

وفرت التحقيقات المستقاة من اعترافات المعتقلين من أعضاء تنظيم التوحيد والجهاد معلومات هامة عن نشأة هذا التنظيم وخلفيته الفكرية والعقيدية. وقد اتضح أن عملية إنشاء هذا التنظيم بدأت فى عام 2000 على أيدى طبيب الأسنان خالد مساعد سالم، والذى كان يقيم بمدينة العريش، وهو ينتمى إلى قبيلة السواركة، التى تعتبر من أشهر القبائل فى سيناء، وكان معروفا بتدينه، حيث كان عضواً بجمعية الشبان المسلمين أثناء فترة دراسته الجامعية.
ويرجح أن الشريك الأساسى لخالد مساعد فى بناء هذا التنظيم كان نصر خميس الملاحى. وكان الاثنان يرتبطان بعلاقة صداقة وطيدة منذ الصغر، حيث نشأ خالد مساعد ونصر الملاحى فى منزلين متجاورين فى مدينة العريش، وربطتهما علاقة الصداقة منذ الصغر، كما تزاملا فى جميع مراحل الدراسة، حتى وصولهما إلى المرحلة الجامعية، حيث التحق خالد بطب أسنان الزقازيق، ونصر بحقوق الزقازيق، ثم اشترك الاثنان لاحقاً فى بناء تنظيم التوحيد والجهاد. وفى مرحلة لاحقة، انضم إليهما سالم خضر الشنوب، الذى أصبح بعد ذلك المسئول العسكرى في التنظيم، وكان يتولى تدريب عناصر التنظيم على الأسلحة وتصنيع القنابل، فى قريته الفرقدة المجاورة لجبل الحلال بوسط سيناء.
وكان خالد مساعد يلقى دروساً دينية منتظمة فى مسجد الملايحة بالعريش بعد صلاة العصر يومى الاثنين والخميس، كما نشط نصر الملاحى فى إلقاء دروس دينية فى مسجد التوفيق بالعريش أيضاً، وتمكنوا من إقناع بعض الشباب بأفكار التنظيم والانضمام إليه، كما تمت عمليات تجنيد أخرى من خلال مسجد الأوابين فى التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية.
وقد اعتمدت عملية التجنيد على عنصرين متكاملين، الأول هو الدروس الدينية التى تركز بالأساس على الأفكار الجهادية، والثانى هو الاستفادة الوثيقة من الروابط العائلية والقبلية فيما بين أفراد التنظيم، إذ أن الفرد الذى يتم تجنيده فى التنظيم كان يسعى بعد ذلك إلى تجنيد أخوته وأبناء عمومته، مما كان يزيد من قوة التنظيم بحكم استناده إلى علاقات إيديولوجية ـ عائلية فى آن واحد معاً.
فعلى سبيل المثال، قام المسئول العسكرى سالم الشنوب بعد انضمامه للتنظيم بتجنيد أشقائه محمد وعودة وسلامة وضمهم للتنظيم، كما يبدو واضحاً فى عضوية هذا التنظيم كثرة الأشقاء وأبناء العمومة. وقد ساعدت هذه الخصائص بقوة فى الحفاظ على طابع السرية والكتمان داخل التنظيم لفترة طويلة نسبياً من الزمن.

وبشكل عام، فإن اعترافات المقبوض عليهم من أعضاء تنظيم التوحيد والجهاد تشير إلى أن التنظيم مر فى مسيرته بأربع مراحل رئيسية، تطورت على النحو التالى:

(1) مرحلة التكوين
وبدأت فى عام 2000، مع بدء خالد مساعد فى تكوين التنظيم، حيث تمكن خلال هذه المرحلة من تجنيد العديد من الشباب، انطلاقاً من الاعتقاد بضرورة الجهاد ضد الكفار الذين يحتلون بلاد المسلمين فى فلسطين والعراق (يلاحظ أن أمن الدولة وكتابهم يخلطون بعض الأمور - - فلم تكن هناك قوات احتلال في أفغانستان ولا في العراق في عام 2000م) والشيشان. وقد بايع الأعضاء خالد مساعد على السمع والطاعة.
وفى أعقاب وقوع تفجيرات 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة، ثم قيام إسرائيل بارتكاب مذبحة جنين فى عام 2002، استغل قادة التنظيم هاتين المناسبتين فى تجنيد المزيد من الشباب، وإقناعهم بالأفكار الجهادية.

(2) مرحلة النضج والانتشار
وهى تبدأ فى عام 2003، وبالتحديد عقب الاحتلال الأمريكى للعراق، حيث تمكن خالد مساعد من تجنيد العديد من الشباب، للجهاد ضد هذا الاحتلال، كما أقنعهم بضم من يرونه صالحاً لعضوية التنظيم. وقام بتقسيم التنظيم إلى خلايا عنقودية لا تعرف بعضها بعضاً، واتخذ كل عضو اسماً حركياً لا يعرفه زملاؤه فى التنظيم. وقام خالد مساعد خلال هذه المرحلة باختيار سالم الشنوب قائداً عسكرياً للتنظيم.

وخلال هذه المرحلة، حدثت تحولات فى توجهات قادة التنظيم، حيث اتجهت النية منذ ذلك الحين نحو تنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد، واستند هذا التحول إلى صعوبة تنفيذ الأفكار الأولية للتنظيم بشأن السفر لأفغانستان أو العراق للجهاد هناك، لما يحيط بذلك من تعقيدات هائلة، ولما يتطلبه ذلك من تكاليف باهظة، ووجدوا بالتالى أن من الممكن تنفيذ الهدف نفسه من خلال القيام بعمليات إرهابية ضد السياح الأجانب داخل مصر، لاسيما السياح الإسرائيليين والأمريكيين، وأيضاً السياح المنتمين إلى دول مشاركة فى احتلال العراق.

وقد تولى قائد التنظيم خالد مساعد بنفسه التخطيط للعمليات الإرهابية، ومعه المجموعة القيادية التى تضم المسئول العسكرى سالم الشنوب، وناصر خميس الملاحى، وعيد سلامة الطراوى، وحماد جميعان، ونايف إبراهيم الديب. وقد بدأت عقب ذلك أيضاً عملية الإعداد للقيام بأعمال إرهابية من خلال سرقة (ليست سرقة وإنما إعداد والغارة علي حكومة الردة وممتلكاتها تجوز شرعا) العديد من السيارات والأجهزة الكهربائية من المبانى الحكومية لبيعها وتمويل التنظيم وشراء الأسلحة والألغام، وللإنفاق على الاحتياجات الشخصية لأعضاء التنظيم، فضلاً عن تكثيف التدريبات لأعضاء التنظيم على تنفيذ العمليات الإرهابية، علاوة على تكثيف عمليات الإعداد النفسى والذهنى لأولئك الذين سوف ينفذون تلك العمليات.

(3) مرحلة تنفيذ العمليات الإرهابية
وبدأت بتنفيذ تفجيرات طابا ونويبع فى 7 أكتوبر 2004، واختار التنظيم طابا كهدف لأولى عملياته لتردد الإسرائيليين عليها، ثم جرى عقب ذلك تنفيذ عدة عمليات على نحو ما سبق ذكره. والثابت من التحقيقات أن التنظيم خطط لتنفيذ العديد من العمليات الأخرى، إلا أنها لم تتم لأسباب عديدة، ومنها على سبيل المثال: التخطيط لإحراق سفن أمريكية مارة فى قناة السويس، وتفجير مطار العريش الدولى (مطار القوات الأمريكية والكندية التي تحتل سيناء بموجب اتفاقية كامب دافيد) ، وتفجير ثلاث كنائس بالعريش ورفح، وتفجير مصنع للأسمنت يقوم بتصدير إنتاجه لإسرائيل، وتفجير مديرية أمن العريش، ومباحث أمن الدولة، ومحاولة اغتيال ضابط بمكتب مباحث أمن الدولة فى رفح، إلا أن التنظيم لم يتمكن من تنفيذ أى من هذه الخطط، بسبب كثافة التواجد الأمنى فى سيناء عقب تفجيرات شرم الشيخ، مما جعل التحرك فى سيناء أمراً شبه مستحيل بالنسبة لأعضاء التنظيم.

(4) مرحلة الهروب من الملاحقات الأمنية
حيث قسم أعضاء التنظيم أنفسهم إلى جماعات، واختبأوا داخل الكهوف الجبلية فى سيناء، أو فى مزارع سيناء والإسماعيلية. وبينما تمكن البعض منهم من الهرب بالفعل من أجهزة الأمن، فإن البعض الآخر قتل فى مواجهات مسلحة مع أجهزة الأمن، فى حين وقع آخرون فى قبضة قوات الأمن. فالتقديرات التى تطرحها بعض أجهزة الأمن تشير إلى أن عدد أعضاء تنظيم التوحيد والجهاد يصل إلى أكثر من 100 شخص، شارك الكثيرون منهم بدرجات مختلفة فى العمليات الإرهابية، وقتل منهم كثيرون فى المواجهات المسلحة مع قوات الأمن، فى حين ألقى القبض على حوالى 30 فرد منهم.

ويبدو من الوارد بقوة أن هناك أعداداً من أفراد التنظيم ما زالوا هاربين، ومن الصعب التعرف عليهم، بفعل الطبيعة العنقودية للتنظيم والاستعانة بالأسماء الحركية، مما يجعل من المتعذر على من وقعوا فى قبضة الأمن من أعضاء التنظيم الإدلاء بمعلومات كافية عن من لا يزالون هاربين، علاوة على أن مقتل مؤسس التنظيم خالد مساعد (تقبله الله شهيدا) ، ثم مقتل من خلفوه فى القيادة، نصر الملاحى وسالم الشنوب (تقبلهما الله شهداء) ، يجعل من المتعذر الحصول على كافة المعلومات المتعلقة بالنشأة والعضوية وغير ذلك، ناهيك عن أن هذا الوضع يحمل مخاطر واحتمالات بشأن إمكانية قيام العناصر الفارة من التنظيم بمحاولة تنفيذ بعمليات إرهابية جديدة مستقبلاً.
================
والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق