سيناء - مستقبل المصريين

سيناء - مستقبل المصريين

الخميس، 14 مارس 2013

الضم الزاحف


وتعتقد القراءة الإسرائيلية اليوم بإمكانية توسيع نفوذها عما كان عليه الوضع سابقاً، وصولاً لما تطالب به قوى يمينية بات لها نفوذ كبير بعد الانتخابات الأخيرة، من حيث التخلي عن "حل الدولتين لشعبين"، ونقل مسئولية قطاع غزة إلى الإدارة المصرية، بالتوازي مع الدعوة لإقحام الأردن في الضفة الغربية تحت دعاوى شتى وأسباب متعددة.
وهناك جو عام في إسرائيل مؤيد لخطوة "أعطوا غزة لمصر"، خاصة بعد تَدخلها الأخير في الحرب السابقة، والرغبة بإيصال رسالة لها بتولي المزيد من المسئوليات عن احتياجات الفلسطينيين من الغاز والماء والكهرباء، لعدد من الأسباب، أهمها أنه لم يعد هناك شيء في غزة تبحث عنه إسرائيل، بعد مرور أكثر من 7 سنوات على الانسحاب أحادي الجانب عنه، ولا يوجد مستوطنون تدافع عنهم، ولا تحتاج قافلات لحراستهم.
فيما أكد تقرير الأمم المتحدة الأخير أن غزة مع حلول عام 2020 لن تكون صالحة للعيش الآدمي، فضلاً عن كون السلطة الحاكمة فيها، وهي حماس، تعتبرها إسرائيل غير قانونية!
لكن الاعتبار الأمني لدى إسرائيل بدفع غزة نحو مصر هو الأكثر تشجيعاً، وهو ما عبر عنه الجنرالان "غيورا آيلاند" رئيس مجلس الأمن القومي السابق، والمنظر الاستراتيجي لخطة الانسحاب من غزة، و"يعكوف عميدرور" مستشار الأمن القومي الحالي، بالقول أن مصر لا تحب إسرائيل، صحيح، لكنها تريد هدوءً على حدودها، كما هو الحال مع سوريا حيث يسود الهدوء هضبة الجولان منذ 40 عاما، وليس بينهما اتفاق سلام!
كما يعتبر وجود أكثر 1.5 مليون فلسطيني في غزة مشكلة ديموغرافية لإسرائيل ما زالت محلقة في سمائها، ما قد يعني أن الوقت المناسب للتخلص منها حالياً، إما بقيام دولة منفردة في القطاع تقودها حماس، أو دفعه نحو مصر، وتحويله جزءً منها، حينها لن يتعامل العالم مع إسرائيل كدولة محتلة، وإذا واصل الفلسطينيون إطلاق الصواريخ من هناك، يحق لها أن ترد عليهم بقوة، إلى حين التوصل معهم لما يعتبره الجانبان هدنة لفترة طويلة جدا!

العودة للتاريخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق