سيناء - مستقبل المصريين

سيناء - مستقبل المصريين

الخميس، 14 مارس 2013

حلول مبتكرة


ورغم أن قيادة الجيش الإسرائيلي استنفرت جميع وحداتها للبحث عن حل أمني عسكري أو تكنولوجي لمشكلة الأنفاق، مما دفع بالعقيد احتياط "تسفيكا فوكس" من سلاح المشاة لأن يؤكد أن الحل الحقيقي بالفعل هو تكنولوجي، فمن الواضح أن الحل الخيالي بأن تقوم طائرة بدون طيار بالتصوير عن طريق الأشعة السينية لسطح الأرض، ويكشف الأنفاق لن يكون موجودا في الفترة القريبة.
ويقترح "فوكس" الذي يعمل اليوم مسئولا عن التخطيط الاستراتيجي في الصناعات العسكرية الارتكاز على المجسات من أنواع مختلفة يتم إدخالها في الأرض، وبدأت الصناعات العسكرية بالعمل على عدة أفكار واقتراحات قد تنجح.
وقد دفعت معضلة الأنفاق العقيد "داني غولد" مسئول الأبحاث والتطوير في الجيش الإسرائيلي للقيام بجولة في المصانع الأمنية، وتحدث عن الاحتياجات، وبحث عن الإجابات، وتوجه نحو الجامعات للحديث مع مختصين في مجالات مختلفة، والجملة الوحيدة التي كانت في فمه: إيجاد حل لمشكلة الأنفاق وبسرعة، المال ليس مشكلة، وسيكون الجيش مستعدا لدفع أي مبلغ من أجل التغلب على "العدو" الموجود تحت الأرض!
وبعد كل هذا البحث، وبعد إعمال مئات المختصين فكرهم في محاولات للتوصل إلى بارقة أمل تكنولوجية تمكن من تحديد الأنفاق وتدميرها، جاءت الإجابة: نحن مضطرون للاعتراف بأنه لا توجد لدى الجيش حل سحري لمشكلة الأنفاق!
كما عمل الجيش على استخدام أسلوب آخر تمثل بإضافة خراطيم المياه لتدمير الأنفاق، ففي اعتقاد الجيش أن هذه الخراطيم ستحدد مكان النفق، وستتغلغل المياه إلى داخله، ومن ثم تؤدي إلى انهياره، بعد أن وصلت إنذارات ساخنة جدا لدى الأجهزة الأمنية مفادها أن قوى المقاومة تخطط لنوع جديد من العمليات، وأهمها محاولة بناء أنفاق لاستخدامها في عمليات تفجير وأنفاق أخرى لتهريب استشهاديين من تحت الجدار الفاصل الذي تم بناؤه على حدود قطاع غزة بعد الانسحاب.
ولمواجهة ذلك نقلت أجهزة الأمن موارد خاصة شملت إضافة وسائل استخبارية تكنولوجية جديدة، وجرافات ضخمة ذات قدرة عالية على تحديد الأنفاق، وآليات حفر تحت الأرض.
في ذات السياق، زعمت محافل أمنية إسرائيلية مواصلة الجيش المصري في سيناء لحملته الأمنية لإغلاق وتدمير أنفاق التهريب الحدودية مع قطاع غزة، عبر إغراقها بمياه الصرف، وأنه عازم على التخلص نهائيا منها، رغم خشية العاملين فيها من وقوع انهيارات داخلها بعد ملئها بالمياه، حيث يبلغ عددها 1200 نفقاً.
مع العلم أن غمرها بمياه الصرف الصحي ليس تكتيكاً جديداً، بل إحدى الوسائل المتبعة في الجيش المصري لتدميرها، ويتم اللجوء لهذه الوسيلة حين يكون النفق مجاورا لمنطقة سكنية أو منشآت لمواطنين، وتخشى من أن يؤدي تفجيره لانهيارات أرضية تؤثر على منازل أهالي سيناء في هذه المنطقة.
فيما أكد مصدر عسكري مسئول أن عدد الأنفاق الموجودة على الشريط الحدودي في رفح، وتم التوصل إليها 225 نفقًا، نافيًا الأرقام الضخمة التي ترددت بهذا الصدد، لأنه إذا تم حساب أن كل نفق له عدة مخارج منها داخل المنازل المصرية، ويصعب كشفها، سنكون أمام 550 فتحة نفق.
كما تواصلت عمليات ردم الأنفاق، بعد نقل المعدات العسكرية للمناطق السكنية في منطقة صلاح الدين، وردم الأنفاق في المنطقة بحذر شديد، وتحت إشراف مسئولين وفنيين حتى لا تتأثر المنازل خلال لعملية الردم، حيث توجد 12 آلة تعمل في مناطق سكنية متفرقة برفح، وستستغرق العملية أكثر من 4 أشهر، نظرًا لكثرة عددها، تقدر بألف نفق موزعة على امتداد الشريط الحدودي، وهناك تكثيف أمني بجوار الأنفاق التي لم تردم.
وقد حققت حملة تدمير الأنفاق نجاحاً ملحوظاً بعد تنفيذ سلاح المهندسين بالجيش المصري آلية لتدميرها بأساليب فنية جديدة، تؤدي لتدمير جسم النفق، وإعادة التربة لطبيعتها مرة أخرى، وإعاقة إعادة تشغيله مرة أخرى كما حدث في السابق.

مصر في غزة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق